الخبير أعواج أعراب يقترح انشاء شباك موحد للمستثمرين من افراد الجالية الوطنية بالخارج

تشكل الجالية الوطنية المقيمة بالخارج ثروة بشرية واقتصادية يمكنها أن تساهم في ديناميكية التنمية والتاثير على وتيرة النمو عبر مسارات عديدة توفر الفرصة لكل الفئات تتقدمهم الكفاءات التي تنتزع الاعتراف في بلاد المهجر.
سعيد بن عياد
في السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بظروف وتطلعات جاليتنا الوطنية من خلال سلسلة اجراءات وبرامج تهدف الى تعزيز الروابط مع البلد الأم خاصة في فترة موسم الاصطياف الذي يسجل توافدا مكثفا للجزائرييين القادمين من بلاد الغربة الى بلدهم لقضاء العطلة واكتشاف الفرص التي تسمح بانخراطهم في الحركية الوطنية من البوابة الاقتصادية.
في هذا الاطار التقت "بركة نيوز" مع أعواج أعراب الذي يحرص على المساهمة في تنشيط التواصل مع الجالية خاصة فئة الكفاءات الجامعية ورجال الاعمال الشباب والمتعاملين في الحقل الاستثماري لتشجيعهم على الاطلاع على الفرص التي تتاح أمامهم للاندماج في الديناميكية الاقتصادية كطرف اساس كامل الحقوق.
محدثنا أعواج وهو خبير في المحاسبة وابن شهيد تحفزه الغيرة الوطنية أكد تشبعه بقناعة راسخة أن الوضع اليوم يشهد إرادة قوية لدى أفراد جاليتنا للعودة الى البلد الأم ويقول "من خلال مهنتي استقبل العشرات بانتظام من مغتربينا من مختلف القارات يطلبون معلومات وتوضيحات بشأن الاجراءات المتعلقة بالاستثمار في الجزائر وعيا منهم أن الجزائر توفر الشروط لبناء مستقبل لهم افضل من تلك في بلاد الغربة".
وعن الدور الذي يقوم به في هذا الاطار منطلقا من وطنية صادقة يوضح "اسهر على مرافقتهم في الاطلاع على التشريعات التي تنظم الاستثمار والاجراءات العملية لاقامة مؤسسة أو استثمار والتعريف بالآليات الضريبية وغيرها". وفي هذا الاطار يضيف "شاركت في ندوة جرت فعاليتها بمدينة ليون الفرنسية في الفترة من 22 الى 25 ماي 2025 بمناسبة يوم الجزائر نظمته ممثلية بلادنا هناك، حيث قمت بشرح وتوضيح القوانين والتنظيمات الاجرائية التي تشجع وتؤطر الاستثمار وفي 14 جوان الاخير شاركت ايضا عبر الفيديو في ندوة مماثلة موجهة للجالية الجزائرية بالخارج.
وبشأن مناخ الاستثمار أكد الخبير المحاسبي أعواج أعراب ان المناخ يتميز بصدى واسع في أوساط الجالية الذي اظهروا في كل مناسبة التزاما بالمشاركة في الديناميكية التي تعرفها الجزائر غير أن هناك عائق امام كثيرين يتعلق بالوسائل المالية التي تحرمهم من انجاز افكارهم الخلاقة.
وهنا يضيف قائلا "اعتقد |أن قدوم كفاءات جاليتنا بافكار ذات جدوى غير كاف لتجسيد مشروع استثماري يرتكز ايضا على موارد مالية".
ويرصد الخبير عدة قطاعات للنشاط الاقتصادي يرغب عدة مغتربين اقتحامها مثل التكوين حسب الطلب للمؤسسات الجزائرية في مهن التجارة والاقتصاد والطب الوقائي ومعالجة النفايات المنزلية وتدويرها.
ولتقليص الهوة بين الرغبة والواقع دعا محدثنا الى احداث شباك وحيد موجه حصريا لابناء الجالية الوطنية الحاملين لمشاريع استثمارية وتشجيع التصدير الذي يستفيد من تحفيز ضريبي معتبر كالاعفاء من الضريبة على رقم الاعمال والضريبىة على أرباح الشركات. وبرأيه من المهم أن يتعاظم تشجيع هؤلاء الجزائريين والاستفادة من كفاءاتهم التنافسية.
ومساهمة منه في تنمية مقاربة عملية لترجمة توجه الدولة لادماج الجالية اقترح تاسيس صندوق ضمان بمساهمة السلطات العمومية المختصة بحيث يشكل هذا الصندوق ضمانة للمشاريع الاستثمارية وبالتالي يمكن انجاز الكثير في هذا الاطار معتبرا أن كاتب الدولة لدى وزير الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج الجهة المؤهلة لتجسيد هذا المسار وتعلق عليه آمال كبيرة لتحقيق الهدف بابعاده الاقتصادية والاجتماعية.
وانطلاقا من هذا الأمل شارك محدثنا في اطلاق مبادرة لتاسيس هيئة جزائرية بمساهمة ابناء الجالية تتكفل بمرافقة ومساعدة المستثمرين للتصدير بحيث يتم التقريب بين الفكرة والمال لتكون الهيئة رافعة للاستثمار الذي يبقى الجبهة الاقتصادية الأولى مبرزا المقومات التي تتوفر عليها بلادنا للتحول الى بلد ناشئ على أساس العمل المنتج والمثابرة في متابعة المشاريع.
وثمن أعواج اللقاء الذي نظمه المجلس الشعبي الوطني لفائدة الجالية في نهاية شهر جوان الماضي والذي ساهم في أشغاله كخبير الى جانب برلمانيين وحوالي 50 جزائري مقيم بالخارج حيث تم تسجيل اهتمام البرلمانيين من بينهم واحد ممثلا للجالية منطقة ليون.
ومن بين النقاط التي تمت الاشارة اليها وتحتاج الى معالجة المادة 8 من قانون الاستثمار وشركات المساهمة .
وحسبه كان اللقاء البرلماني ايجابيا حيث تمت الدعوة الى تكييف المنظومة التشريعية لتحفيز الجالية على التوافد الى بلادهم وتحويل المبادرت الفردية الى مشاريع جماعية ليكون لها ثقل في معادلة المقاولة الاستثمارية بغرض تجسيدها في الميدان.
وثمن الخبير أعواج الجهود التي تبذلها الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج باتجاه الجالية الوطنية خاصة الاصغاء اليهم ورصد اقتراحاتهم لبناء مقاربة ذات جدوى تستجيب للتطلعات المشروعة لجاليتنا.