مولد خير الأنام..عادات بدأت في الإندثار وأخرى دخيلة باتت في الإنتشار.

مولد خير الأنام..عادات بدأت في الإندثار وأخرى دخيلة باتت في الإنتشار.
عشية ذكرى المولد النبوي الشريف،بعض العادت المتوارثة لا تزال متأصلة في مجتمعنا الجزائري، إشعال الشموع وطبخ ما تشتهي الأنفس من أطباق تقليدية على غرار الرشتة والشخشوخة، وغيرها ولكل منطقة خصوصيتها ولها عادات تميزها.
زهور بن عياد
ما يسرالأنفس ويبعث الطمأنيينة في قلوبنا أن بعض العادات السلبية باتت تتناقص بشكل ملفت للإنتباه، ونخص بالذكر تلك المفرقعات والألعاب النارية التي كانت تحصد الكثير من الضحايا وتخلف عشرات الجرحى منهم من صار له ذكرى المولد شؤما بدلا تفاؤلا وفخرا، ممن فقد عينه أو أحد أعضائه بسسب مفرقعات طائشة كان الهدف منها اللهو والإحتفال بذكرى نبينا المختار، الذي لوكان بيننا لكان غضبه شديدا علينا مما لازمناه عنوة بذكرى مولده الطاهر.
بدأت هذه الظواهر السلبية تتناقص والمتجول في أحياء العاصمة الأيام الأخيرة يقر بذلك ويلاحظ الفرق الشاسع بين السنوات الأخيرة وما قبلنا، كنا نخشى التجول في الأحياء خوفا من فرقعات تشبه القنابل أن تصيبنا، أهو الوعي انتشر في المجتمع الجزائري أم أن سنوات الجائحة فعلت فعلتها وما خلفته من تدني للقدرة الشرائية. السبب…الإجابة تحتاج لتحليلات معمقة من أهل الإختصاص.
ولكن من جانب آخر وقد يشاطرني الكثيرين الرأي أن في هذا العام إقبال غير مسبوق على شراء الحلويات ضمن تحضيرات الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، لم تكن يوما موجودة في مجتمعنا بل الكثير من الأمهات كانت تعكفن على تحضير الطمينة وباعتبارها رمزية لذكرى المولد،ولكن شراء الحلويات كطريقة للإحتفال تطرح الكثير من التساؤلات وأحيانا تدخلنا في بعض التخمينات قد لا تكون حقيقية ولكنها تبقى مجرد مخاوف من تأصل بعض العادات التي تتشابه مع تقاليد غربية.
وهنا نستحضر تلك العادات الملازمة للإحتفالات المسيحية بالهالوين أو ما يعرف بعيد “جميع القدسيين” المتزامن مع 31 أكتوبر من كل عام حيث تأخذ الحلويات حيزا كبيرا من هذه الإحتفالات والكثيرمنهم يعتقد أن توزيعها على الأطفال يبعد الشر وسوء الحظ.
لا مجال للمقارنة ولكن أردنا التنبيه أن بعض العادات الدخيلة مرتبطة بالمعتقدات ولكن قد نتداولنا بحسن نية، غير منتبهين أننا نفسد إحتفالاتنا بالمولد النبوي دون أن ندري، لذا علينا أن نقف على جوهر الذكرى للتدبر والتفكر وإحياء ما يلازمها من قراءة القرآن وتنظيم جلسات عائلية للحديث عن السنة النبوية وترسيخ حب النبي الكريم في نفوس النشء الجديد.