في يوم إفريقيا.. مستقبل شعوب القارة السمراء بين أيديهم

في يوم إفريقيا.. مستقبل شعوب القارة السمراء بين أيديهم
فضيلة- ب
يحتفي اليوم الأربعاء الاتحاد الأفريقي، بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية الذي يطلق عليه في الوقت الراهن “يوم إفريقيا”، وتعود الذكرى مجددا لكن مازالت القارة السمراء تصارع لمواجهة تحديات عديدة، من بينها الاستقرار والأمن الغذائي ومكافحة الفقر والأوبئة، حيث لم يعد ينظر إلى هذه القارة القديمة على أنها تقبع في التخلف والأوبئة والحروب، بل صارت قبلة للموارد والأسواق الهامة والموارد البشرية الشابة، كما أن دولا ناشئة تحركت منها لتغير وجه القارة السمراء بالنمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي.
إفريقيا ينتظرها مستقبل كبير، بالنظر إلى الإمكانيات والطاقات البشرية والموقع الاستراتيجي وفوق ذلك، تتسابق عليها دول الشمال، لبناء شركات والتموقع عبر أسواقها، ولعل النمو الذي حققته دول غرب إفريقيا “إيكواص”، لخير دليل على الوثبة المسجلة، وما ينقص إفريقيا في الوقت الراهن التخطيط بحنكة والتحلي نظرة ثاقبة لمستقبل أفضل كما تتطلع إليه شعوب هذه القارة التي عانت طويلا في عقود مضت من الاستعمار والاستغلال والحروب والأوبئة والفقر والأمية والمجاعة، لكنها مازالت صامدة وثرية بمواردها الطبيعية، وينبغي أن تتوحد القارة السمراء فيما يخص مصالحها وفيما يتعلق بمواجهة تحديات المرحلة الحالية لأنها بدورها تأثرت بالعولمة، وحان الوقت لتتحدث بصوت واحد وقوة مشتركة في جميع القضايا المفصلية.
إذا إن إحياءً ذكرى هذا اليوم التاريخي المتزامن مع 25 ماي 1963، أي تاريخ إنشاء عشرون رئيس دولة إفريقية بحماس في أديس أبابا هذه المنظمة القارية.
وبعد 59 عامًا، يحاول الاتحاد الإفريقي، الذي خلف منظمة الوحدة الأفريقية، إلى تحقيق العديد من الأهداف المسطرة والطموحات المرفوعة على أسس ومبادئ خاصة بالنهضة الإفريقية، وروح الوحدة الإفريقية، والهوية الثقافية والقيم المشتركة، لأن مصير هذه الشعوب واحد، والوقت يختلف عما سبق، ولعل جائحة كورونا أثبتت أهمية التضامن والتنسيق المشترك لتجاوز الأزمات المتعددة من بينها الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار عديد دول القارة، والأمن الغذائي، ووضع اقتصادياتها على سكة النمو الصحيح.