وقفات ومواقف

في ذكرى  يوم المعلم … مهنة لا مست  مكانة الأنبياء

في ذكرى  يوم المعلم … مهنة لا مست  مكانة الأنبياء

قم للمعلم وَفِّـهِ التبجيلا…كاد المعلم أن يكون رسولا،ذلك البيت الشهير الذي لطالما ألفنا ترداده على مسامعنا وتغنينا به منذ الصغر حتى رسخ في الأذهان ذكره كلما وقفنا نحتفي بالمعلم ونذكر أفضاله الكبيرة علينا في جميع مراحل حياتنا من التحصيل الدراسي إلى خوضنا غمار العمل والشغل كل في مجاله وتخصصه.

عبد النور بصحراوي

نقف لنتساءل بهذه المناسبة -وهي اليوم العالمي للمعلم- عن سر تبوأ المعلم هذه المكانة العظيمة والصفة المرموقة التي لامست مكانة الأنبياء والرسل وهم من هم في الشأن العظيم والتأثير الكبير على حياة البشرية.

في الحقيقة أن أحمد شوقي لم يطل كثيرا ليبين هذا السر ويجليه في أوضح صورة في البيت الموالي حين قال:

أعلمت أشرف أو أجل من الذي…يبني وينشئ أنفسا وعقولا

إذا فمناط التشريف والإجلال هو كون المعلم يحمل هم بناء العقول وتغذيتها بالعلم وتنشئة النفوس وتربيتها على أحسن الأخلاق وأفضل الشيم، هذه الرسالة المزدوجة التي تثقل كاهل المعلمين طوال مسارهم هي التي تثمر فيما بعد المجتمع الرائد وتقودنا نحو التطور والازدهار على كل المستويات.

إن الكلام في فضل المعلم ومكانته يطول غير أننا ندعو عبر هذه السطور لمزيد احترام وتقدير لهذا العنصر الأساسي في مفاصل المجتمع وإحاطته بالظروف الملائمة ماديا ومعنويا ليؤدي رسالته على أكمل وجه.

ومن جهة أخرى ندعو الأساتذة وخاصة الشباب منهم إلى الاعتزاز والافتخار بدورهم ومكانتهم ورسالتهم التي يلحقها من حين لآخر الازدراء والاحتقار وليكن مثالهم في ذلك المعلم الكبير شاعر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين محمد العيد آل خليفة الذي وصف هذه الحالة شعرا فقال:

أرى جـل أصـحابي ازدروا بوظيفتي…وقالوا هموم كلها ووجائع

وقد زعموا عمري مع النشء ضائعا…وتالله ما عمري مع النشء ضائع

سيروون عني العلم والشعر برهة… وتطلع للإسلام منهم طلائع

فمنهم خطيب حاضر الفكر مصقع… ومنهم أديب طائر الصيت شائع

ومنهم ولوع بالقوافي لفكره…بدائه في توصيفها وبدائع

ومنهم زعيم للجزائر قائد…له في مجالات الجهاد وقائع

فهذا رجائي قلته متفائلا… وللشرع رأي في التفاؤل ذائع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى