شيخ الوسطية والاعتدال..ملأ فراغا كبيرا بفتاويه وراء البحار

شيخ الوسطية والاعتدال..ملأ فراغا كبيرا بفتاويه وراء البحار
محمد مصطفى حابس: جينيف / سويسرا
﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
نعت جاليتنا المسلمة في أوروبا مساء يوم الثلاثاء 15 ربيع الأوّل 1444هـ الموافق لـ 11 اكتوبر 2022، وفاة الشيخ جعفر أولفقي- أبو عبد السلام-“، الداعية والإمام المصلح الجزائري المعروف ..
إذ اعتبره، الشيخ عمار إمام بمسجد زيوريخ السويسرية ” أن الشيخ جعفر من أبرز علماء السنة والمذهب المالكي تحديدا ليس فقط في الجزائر، بل في العالم الإسلامي في العصر الحديث”، وهو معروف ومحبوب لدى الجالية المسلمة في أوروبا وهي تتابع دروسه و نشاطه أسبوعيا عبر القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي بل يوميا تقريبا أثناء العطل” كما كتب آخر”..
فقد كان رحمه الله تعالى أستاذا بارزا وإماما مصلحا ومرجعا قدوة، إذ كانت مشاركته في الحياة التربوية والثقافية الوطنية لا غبار عليها حتى في أصعب المراحل التي مر بها الشعب الجزائري، حيث واكب – رحمه الله- الصحوة الإسلامية في كل مراحل حياته بجهاده الفكري والتربوي والثقافي والاجتماعي..
والداعية أبو عبد السلام – حسب إحدى الاستاذات المرشدات في مارسيليا – مشهود له بالوسطية والاعتدال في الدعوة والإرشاد الديني، كما عرف فقيد الجزائر بالهدوء ورجاحة العقل، وعرفته المنابر الإعلامية والدينية مدافعا عن ثوابت الأمة وداعيا إلى فعل الخير، كما عرف الشيخ أبو عبد السلام بفتاويه وتوجيهاته ونصائحه الدينية والاجتماعية في الإذاعات والقنوات التلفزيونية والصحف الوطنية، وكان له مكانة خاصة ليس فقط لدى كل الجزائريين الذين أحبوا هدوءه وحكمته ورزانته، بل لدى جاليتنا المسلمة قاطبة في أوروبا.
إذ ذكر لنا أحد الأئمة بقوله، أن الشيخ أبو عبد السلام ” من الوجوه الموثوق فيها وفي علمها و التي يرتاح لفتاويه الصغير والكبير، المرأة والرجل، هاتفه مفتوح لإجابة السائلين خاصة من الخارج بالعربية والفرنسية و القبايلية.. وحتى الرد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي”.
أما إمام آخر فغرد معلقا بقوله ” إن الفقد جلل .. فقد كان الشيخ يملأ فراغا كبيرا في الدعوة في الجزائر وخارجها كسلفه الدكتور محمد بن رضوان، ويعد دون منازع أحد صناع التربية والتعليم في وطنه حيث كان أستاذا ومفتشا لعقود، يصعب أن تجد من يخلفه في علمه وتعدد لغاته وأصالته و مرجعيته !!”
من جهته علق مدير مركز إسلامي بليون الفرنسية بقوله : ” الشيخ جعفر صاحب خبرة موسوعية صقلها ببحوثه المعاصرة وعمله الجاد المتجدد كإطار في وزارة الشؤون الدينية في ميادين التعليم القرآني والفتوى..
يعد بحق خسارة للجالية في الخارج التي كانت تتابع دروسه و فتاويه الإصلاحية الحضارية على القناة الجزائرية الرائدة والمتميزة ، كقناة القرآن الكريم”.
من جهة أخرى دعت لجان بعض المساجد الأوروبية لتخصيص درس أو خطبة جمعة للتعريف بمناقب الفقيد والدعوة لروحه الطاهر.
وبهذه المناسبة الأليمة تضرع المجلس العلمي لمؤسسة ” دراسات النهضة الحضارية” و “اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا ” إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يفسح له في جنته، ويلحقه بعباده الصالحين، وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده. والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، و”إنا لله و إنا إليه راجعون”.