وقفات ومواقف

 بمناسبة الذكرى الـ 15 لوفاة مرشدها العام العلامة محمود بوزوزو.. الكشافة الجزائرية تنظم ملتقى وطني للرواد والعمداء

بمناسبة الذكرى الـ 15 لوفاة مرشدها العام العلامة محمود بوزوزو… الكشافة الجزائرية تنظم ملتقى وطني للرواد والعمداء

بقلم محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا

بعد الندوات التكريمية الست خلال السنوات الماضية لروح العلامة  الشيخ محمود بوزوزو التي نظمتها جمعية الشيخ بوزوزو رفقة الجالية المسلمة في سويسرا و أوروبا، والتي دعي إليها خلال العقود الأخيرة بعض رفقاء درب المرحوم من أوروبا ومن المغرب العربي  وقد تيسر أيامها حضور أو مساهمات بعض زملاءه من الجزائر، نذكر منهم حضور الأستاذ المرحوم عبد الحميد مهري الأمين الأسبق لجبهة التحرير الوطني الجزائرية، والمرحوم الشيخ عبد الرحمان شيبان الوزير الأسبق ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و المرحوم الدكتور أبو عمران الشيخ ، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، رحمه الله، وحضور الشيخ العربي كشاط، أطال الله في عمره، وغيره من الأستاذة والزملاء وطلبة الشيخ في سويسرا و أوروبا  و العالم العربي.

وقد حضر هذه الندوات حشد من النساء والرجال أوروبيين وعرب، من تلاميذ الشيخ وأحباب وسطية فكره. منهم من عايش الشيخ بوزوزو منذ نصف قرن تقريبا لما كان أستاذا محاضرا بجامعة جنيف وخطيبا بالمسجد الكبير بجنيف ومترجما بمقر الأمم المتحدة.

و بالنسبة للأجيال التي لم يحالفها الحظ للتعرف على العلامة الشيخ محمود بوزوزو، فهو أحد الأعضاء الأوائل لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين تتلمذوا على يدي الشيخ العلامة بن باديس و كان من مؤسسي الكشافة الإسلامية الجزائرية رفقة الشهيد محمد بوراس، حيث اشتغل المرحوم مرشدا عاما للكشافة الإسلامية الجزائرية في بداية فترة تأسيسها ثم رئيسا وطنيا لها، وأسس في الخمسينات جريدة “المنار” العريقة وهو من مجاهدي الثورة وصاحب قلم لا يشق له غبار منذ شبابه. كرس حياته في خدمة العلم و نشر الدين الى غاية وفاته في سويسرا يوم 27 من سبتمبر عام 2007 عن عمر يناهز 89 سنة تاركا وراءه تاريخا حافلا بالعطاءات.

أما داخل الوطن فقد نظمت ندوات محتشمة هنا و هناك في بعض الجامعات الجزائرية، واثنتان منها فقط من طرف الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أعطها كل حياته، ولم تتيسر الأمور لتنظيم ندوات ونشاطات أخرى  كانت مبرمجة خاصة في السنوات الثلاثة الأخيرة جراء إكراهات وباء كورونا، وها هو الفرج من الله يأتي خلال هذه الايام المباركة من شهر ربيع الأول لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم إذ عشية يوم أمس الأحد 2 أكتوبر أسدل الستار على فعاليات الملتقى الوطني للرواد والعمداء بالكشافة الاسلامية الجزائرية خلال الفترة الممتدة من  يوم 29 سبتمبر إلى يوم 02 أكتوبر من السنة الجارية بولاية بجاية وذلك بمناسبة الذكرۍ الـ 15 لوفاة القائد العلامة محمود بوزوزو، رحمه الله.

كما اختتمت سهرة أمس فعاليات اللقاء الوطني للرواد والعمداء ببجاية مسقط رأس العلامة  بحضور السلطات المحلية وعائلة المرحوم العميد العلامة محمود بوزوزو، وذلك تحت إشراف عضو القيادة العامة للكشافة الاسلامية الجزائرية المسؤول الوطني لقسم العمداء والرواد القائد أحمد طالب عبد الغني- أحسن الله إليه و من معه -، أين تم تكريم عائلة الراحل و تقديم شهادات المشاركة لكل الحضور في هذا النشاط الوطني الكشفي، بعد وضع إكليل من الزهور على قبر المرحوم وتلاوة فاتحة الكتاب على روحه الطاهر، وسط حشد من قادة ومسيري الكشافة الإسلامية الجزائرية وضيوف بجاية، متمنين من السلطات الوطنية تكريما أعظم و اليق بمقام العميد العلامة محمود بوزوزو ، كتسمية إحدى الجامعات الوطنية باسمه في الولايات التي عاش فيها كولاية العاصمة و بومرداس و البليدة وتيبازة أو حتى بجاية مسقط رأسه التي يحن أهلها لمثل هكذا تكريم في مؤسساتها التربوية  أو حتى تسمية جامعة بجلية أو مطار بجاية باسم العلامة بوزوزو، كما تمنى ذلك جمع من طلبته من أوروبا في بيان مشترك على وسائل التواصل الاجتماعي، مذيلين ذلك بالنشيد الوطني الذي كتبه العلامة بوزوزو ونحفظه جميعا دون أن نعرف الشاعر الذي كتبه ، والذي لحنه المبدع المرحوم عبد الرحمان عزيز، حيث أنشد يقول فيه :

 

أأرضَ الجزائر يا أمَّنا  *** علوُّك للمجد كل المُنى

فحبّك يلهج في دمِنا *** أحقُّ بأرواحنا أمُّنا

نعاهدْ على دفعِ كلِّ بَلا *** عن الأمّ بالمُهَج الغالية

 

حياة الشعوب بشُبّانها *** ونحن لشعبنا شُبّانه

لنا همّةٌ سوف نعلو بها *** إلى أن يعمّ الورى شأنه

ويجني العُلا من أراد العُلا *** كذا قضت الهمّة العالية

 

فعُقْبَةُ في المجد كمْ ضربا *** مثال الوفا، والفدا، والإبا

وطارق نحو العُلا وثبا *** بإجدادنا أسدًا أغلبا

وفي عروقنا دم أجدادِنا *** يهيب بهمّتنا العالية

 

هُمُ زيّنوا الذكر بالشرف *** وزانوا جبينهم بالذهب

ونحن نُشيد ولا نكتفي *** بكان جُدودي، وكان أبي

لنا همّة سوف نعلو بها *** كذا قضت الهمّة

من جهتها أعربت ” جمعية الشيخ بوزوزو” بسويسرا  التي تتخذ من جنيف مقرا لها، عن ” تشكراتها الأخوية لأسرة الكشافة الإسلامية الجزائرية بأشبالها وشبلاتها  وعمدائها و روادها ورائداتها على هذه اللفتة الكريمة لروح العلامة محمود بوزوزو و نضاله الطويل من أجل استقلال الجزائر وكرامتها وعزت شعبها ورفعتهم التي ضحى من أجلها العميد المرشد و إخوانه”، على حد تعبير رئيس الجمعية الأستاذ عبد الحميد بوزوزو نجل المرحوم، كما وجه الأستاذ عبد الحميد  تشكرات أعضاء  مجلس أمناء جمعية الشيخ بوزوزو بسويسرا للسلطات المحلية في مسقط رأس الشيخ ببجاية عاصمة الدولة الحمادية على حسن تنظيم الملتقى لعدة أيام متوالية، جهد مبارك يذكر فيشكر، معتذرا لضيق الوقت عن ” إيفاد مندوبين من أوروبا للمساهمة معهم بما تيسر في هذا النشاط التربوي الخيري الإنساني الملهم للأجيال، الذي يعود لا محالة  بالخير العميم ليس فقط على شباب بجاية، بل على شباب الجزائر  خصوصا بل الشباب عموما، خاصة بحضور و مشاركة  نوعية للرواد و العمداء من باقي ولايات الوطن” على حد تعبيره ..

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى