مفدي زكرياء …شاعر الثورة الجزائرية و شخصية وطنية ذات فكر تحرري

مفدي زكرياء …شاعر الثورة الجزائرية و شخصية وطنية ذات فكر تحرري
نزيهة سعودي
مفدي زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى. لقبه زميل البعثة الميزابية و الدراسة الفرقد سليمان بوجناح ب”مفدي” و اشهر به . شاعر و مناضل جزائري من مواليد 12 يونيو 1908 ببني يزقن بغرداية (جنوب الجزائر) مؤلف النشيد الوطني الجزائري “قسما” و شاعر الثورة الجزائرية نشا في عائلة متدينة و محافظة اصلهم من الرستميين . تلقى تعليمه و حفظ القران و مبادى اللغة العربية في مسقط راسه ثم درس في تونس بالمدرسة الخلدونية ثم بجامعة الزيتونة و نال شهادتها و هناك تكونت شخصيته الثقافية و السياسية عززها التقائه بالكثير من العلماء و المثقفين . كما عاش بالمغرب وزار القاهرة ودمشق و بيروت و الكويت و قطر و طرابلس.
حياة مشبعة بالفكر السياسي وقصائد ثورية مناهضة للإستعمار
بدا عمله السياسي مند كان طالبا في تونس انظم الى حركة الشبيبة الدستورية و حركة طلبة شمال افريقيا. و نشط بشكل كبير بعد عودته الى الجزائر في الحراك الوطني ضد الاحتلال الفرنسي. حيث انظم الى حزب الشعب الجزائري و ايضا الى حزب نجم شمال افريقيا، و ساهم في تأسيس حزب الشعب الجزائري كما انظم إلى حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية.
ألف الكثير من القصائد الحماسية المناهضة للوجود الفرنسي و كانت أوائل قصائده قصيدة ” الى الريفيين” نشرها في جريدة ” لسان الشعب” عام 1925 و جريدة “الصواب” التونسية . واكب الحركة الوطنية بشعره و نضاله على مستوى المغرب العربي. اثناء تواجده بتونس و اختلاطه بالأوساط الطلابية هناك تطورت علاقته بابي اليقضان و بالشاعر رمضان حمود و بعد عودته الى الجزائر اصبح عضوا ناشطا في جمعية ” طلبة مسلمي شمال افريقيا المناهضة لسياسة الادماج” .
اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في اوت 1937 رفقة مصالي الحاج و اطلق سراحه سنة 1959م . بعد خروجه من السجن ذهب الى المغرب و منه انتقل الى تونس للعلاج على يد فرانتز فانون نتيجة اثار التعذيب. كما كان سفير القضية الجزائرية في المشرق لدى مشاركته في مهرجان الشعر العربي بدمشق سنة 1961م.
إنجازات أدبية حفرت سجله التاريخي على المستويين المحلي و الدولي
حصل مفدي زكرياء على العديد من الجوائز و التكريمات على الصعيد المحلي و العربي ابرزها وسام المقام من طرف رئيس الجمهورية الجزائرية شادلي بن جديد و وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الأولى، و وسام الإستحقاق الثقافي من طرف رئيس جمهورية تونس الحبيب بورقيبة و شهادة تقدير على اعماله و مؤلفاته تقديرا لجهوده المعتبرة و نضاله في خدمة الثقافة الوطنية. كما أطلقت الدولة اسمه على قصر الثقافة بالجزائر العاصمة.
القصائد و الدواوين
كما كتب العديد من القصائد والأناشيد و الملاحم التي تحولت الى ايقونات و رموز التحرر. منها “نشيد الشهداء” الذي كان يردده المحكومون بالإعدام قبل الصعود للمقصلة. كما تعد الياذة الجزائر” ملحمة تخلد التاريخ الجزائري وتتغنى بأمجاده. اما عن دواوين مفدي زكرياء الشعرية نذكر منها تحت ظلال الزيتون. اللهب المقدس. من وحي الاطلس. الياذة الجزائر. و من بين اشهر اشعاره م نحن طلاب الجزائر. نشيد الشهداء على غرار النشيد الوطني “قسما”
وفاته
توفي مفدي زكرياء بتونس يوم 7 أغسطس 1977 . وتم نقل جثمانه الى الجزائر ليدفن في مسقط راسه في بني يزقن بغرداية، مخلقا أثارا خالدة وأشعار ثورية ملهبة للحماس وموقظة للروح الوطنية.