“فحصك الآن أمان و اطمئنان”.. يوم تحسيسي عن سرطان الثدي

“فحصك الآن أمان و اطمئنان”.. يوم تحسيسي عن سرطان الثدي
عكفت مديرية الشباب و الرياضة و الترفيه لولاية الجزائر، بمناسبة شهر أكتوبر الوردي، رفقة ديوان مؤسسات الشباب، على تنظيم يوم إعلامي تحسيسي حول سرطان الثدي، وجاء ذلك بالتنسيق مع دار الشباب القبة، تحت شعار “فحصك الآن…أمان و إطمئنان”، جاء ذلك بحضور اطارات و مختصين يترأسهم :السيد عفير جمال مدير ديوان مؤسسات الشباب، وفاء حيون مختصة نفسانية.
شيماء منصور بوناب
افتتح السيد “عفير جمال” التظاهرة التحسيسية بكلمة تحفيزية، تبرز دور المرأة في المجتمع، باعتبارها وردة لا يذبلها ورم. وجاء اليوم الدراسي التحسيسي للإحاطة بركائز أكتوبر الوردي، الذي يستهدف النساء على وجه الخصوص، وذلك لتوفير لهم الدعم النفسي ولنشر الوعي بينهم في إطار الحث عن ضرورة التشخيص المبكر لضمان الكشف المبكر أيضا.
كما تضمن برنامج اللقاء الإعلامي التحسيسي، مداخلات طبية، نفسية و غذائية منوعة تبرز أهمية التشخيص المبكر، وذلك بالتطرق إلى المشاكل الصحية التي تؤثر سلبيا في الحالة الذاتية للمصابين . فحسب ما ورد في مداخلة السيد “مجدوب محمد “طبيب مختص”أكد أن الكتلة الورمية التي لا تتعدى واحد سنتيمتر ، تحيل إلى إمكانية الشفاء قبل تطور مراحل الإصابة.
كما نوه إلى أن 20% من الحالات المصابة جاءت من الفئة الشبابية، التي لا تتعدى أعمارها 35 سنة، بمعنى أن الإصابة بسرطان الثدي لا تقتصر على من هم في الأربعينات فقط، إنما يشمل كل الفئات و المراحل العمرية، باختلاف النسب فقط، إذ نجد فئة من هم في 40سنة فما فوق تزيد إحتمالية إصابتهم بهذا الورم الخبيث.
في السياق ذاته، نجد نسبة واحد بالمائة من فئة الرجال، لها قابلية التعرض لهذا المرض، قد يرجع ذالك لبعض الأسباب الوراثية مثلا أو الذاتية و غيرها…
في حديث أخر، تم التركيز على الأسباب العامة التي تحيي هذا الورم و تغذيه بصفة غير مباشرة، أهمها نمط الحياة الذي أصبح فيه اليوم المحيط مشجع على تفاقم مثل هذه الأمراض، لأنه ينمى الكسل ويحبط المعنويات، خاصة بعد غياب ثقافة الأكل الصحي التي عهدناها سابقا، في مجتمعنا الجزائري.
أدرج السيد “مهيب الدين “طبيب مختص من جمعية الفجر” في مداخلته الطبية، أهم المفاهيم الخاطئة التي تنتشر بسرعة رهيبة عن سرطان الثدي، بما فيها الرضاعة التي تساعد على تقليل الإصابة بهذا المرض ،عكس ما هو شائع حاليا. من جهة أخرى نجد بعض الأقاويل التي تقر بأن غياب إصابة وراثية بسرطان الثدي، تجنب الفرد من احتمالية إصابتهم، غير أن ذلك مجرد وهم نفسي ،لأن غياب إصابة داخلية بين أفراد العائلة لا يعني بالضرورة عدم الإصابة بسرطان الثدي.
من الجهة النفسية، صرحت السيدة “حيون وفاء”مختصة نفسانية، أن تقبل المرض هو أول خطوة للشفاء، وصولا بذلك إلى الرضا النفسي .
نجد أيضا حسب ما ورد في حديثها أن جودة الحياة هي إحدى الأساليب الحية التي تسمح للمصابين بنقل مرضهم بشكل ودي إلى حيز الحياة الاجتماعية و الأسرية، من خلال ضمان تواصل أسري جيد يساعد على إشباع حاجاتهم و نواقصهم.
وفي حالة الصدمة النفسية، يظهر دور المختص النفساني، الذي يعمل على المرافقة النفسية منذ بداية العلاج إلى نهايته، لضمان التقبل النفسي .
على هامش التظاهرة، شهد البرنامج شهادة حية للنساء المصابات بالورم الخبيث، حيث و جهن رسالة هادفة حساسة مفادها التشخيص المبكر نجاة لنا. حيث شبهت إحدى النساء المكافحات معاناتها بنزاع داخلي يلامس العظام.
فالحياة لا تقف عند سرطان الثدي ، شعار دعمته خبرة النساء المكافحات في مسارهم الشفائي، حيث أقرن بضرورة التقبل النفسي و التشخيص المبكر، كمفتاح للنجاة من براثن الورم الخبيث.
تحت عنوان حياة صحية، جاءت أيضا مداخلة الأخصائية الغذائية “أم عبد الخالق”، لتبرز أهمية الغذاء الصحي في حياة المصابين بصفة خاصة، فقد ألحت على ضرورة تبني برنامج غذائي صحي للموازنة بين الحياة الصحية و الجسدية للمريض .
في ختام فعاليات اليوم التحسيسي، نظمت جلسة تأملية كراحة نفسية شفائية للتصالح مع الأجساد والأنفس، من جانب تقبلي يبعث بالطمأنينة و الراحة .
هذا و قد تم أيضا تقديم هدايا رمزية للنساء المكافحات كنوع من أنواع الدعم و التحفيز، و للدلالة على أن الحياة تمر و تستمر بقوة ذواتنا و قدراتنا على التجاوز. كما تم تكريمهم في جو داعم للاستمرار في رحلة شفائهن.