غير مصنف

الخبير في البيئة والتنمية المستدامة كمال جموعي لبركة نيوز “ضرورة تقوية البنية التحتية للقطاعات الحساسة”

تشهد الكرة الأرضية الكثير من الظواهر الطبيعية التي تتنوع ما بين المحير والمألوف، وما بين المعتاد ونادر الحدوث ،و بعض هذه الظواهر تكون خيرا كما هو الحال بالنسبة للأمطار والثلوج ، وبعضها تكون مدمرة كحال الزلازل والأعاصير والبراكين، كما يشهد العديد من البلدان تغير غير مسبوق  للفصول.
نزيهة سعودي 
في هذا الإطار التقت بركة نيوز مع “كمال جموعي” الخبير  في البيئة و التنمية المستدامة وله خبرة تزيد عن 25 عاما ، ترأس سابقا المجموعة الإفريقية لمفاوضات المناخ كما كان عضوا في المجموعة الأساسية لمنسقي المجموعة الأفريقية وشارك في رئاسة وتسيير عدة مجموعات تفاوضية في مؤتمرات الأطراف حول تغير المناخ، و شغل لمدة 19 عام منصب إطار سامي لدى وزارة البيئة.
يعيش العالم ظواهر طبيعية و مناخية مختلفة من فيضانات و جفاف و حرائق و غيرها ،كيف تفسرون هذه التغييرات؟ 
ما يعيشه العالم الآن من ظواهر طبيعية مختلفة عبر الدراسات والتحاليل العلمية و التقنية التي يقوم بها عدة مراكز و خبراء عبر العالم أظهروا بصفة واضحة أن معظم هذه الظواهر متعلقة بالتغييرات المناخية وأصبحت قسوتها أكثر حدة ومتكررة في عدة مرات في السنة وفي أماكن غير معتادة لذا النصيحة الأهم في هذا الإطار هو إعادة النظر و تجديد الدراسات والتحاليل و التقييمات التقنية و العلمية للسماح أن يكون تحضير أحسن و حقيقي ليس لمواجهة هذه الظواهر، بل للتخفيف من آثارها و التقليل من مخاطرها على البشر و الأنظمة الأيكولوجية و الحياة اليومية للمواطنين.
_في رأيكم هل نقص وعي الثقافة البيئية من البشر قد يسبب مشاكل تأثر في تغيير المناخ ؟
بالطبع ،نقص الوعي الثقافي والحس البيئي عند المواطنين والبشرية يجعل هذا النوع من التغييرات المناخية و المشاكل البيئية الأخرى تقع بصفة غير معتادة ،كما نرى أنه هناك نقص في الوعي و التحسيس ومن أهم الوسائل التي تسمح أن يكون تحضير حقيقي هو مواجهة و التخفيف و التخفيض من هذه المشاكل البيئية إن كانت تغيرات مناخية أو غيرها عن طريق القيام ببرامج وحملات توعوية وتحسيسية ليس في المناسبات فقط بل على مدار السنة وفي كل الأيام وخاصة للتلاميذ والأطفال والمعنيين بهذا الشأن.
ما رأيكم في التحديات التي تعيشها الجزائر اليوم و ما هي الحلول المتاحة لمواجهة التغيرات المناخية ؟ 
الجزائر كسائر دول العالم تعيش تحديات بيئية متعلقة بحماية البيئة و الطبيعة و كذلك بالتغييرات المناخية والتنوع البيولوجي والتصحر و التلوث إلى غير ذلك ، فأظن أن هناك تأثيرات للتغيرات المناخية نراها على السواحل والهضاب العليا على الجبال وعلى عدة قطاعات كالزراعة و الفلاحة ونقص مياه الشرب حتى ولو لاحظنا أن في هذه الأيام هناك تساقط ثلوج و أمطار، إلا أن ذلك لا يكفي إذا قارناه أو قمنا بالتحليل على المستوى الوطني والعام وكذلك بالنسبة للفصول.
ومن الحلول المرجوة  هو تسخير الدعم وتقوية البنية التحتية لمعظم القطاعات الحساسة خاصة قطاع الري والمياه والقطاعات الأخرى من شأنها الأخذ بعين الإعتبار هذا الأمر ،فمن الضروري أن يكون نجاعة و اقتصاد في استعمال الموارد خاصة المياه والطاقة و الغذاء والترشيد في استعمالها و النظر لكيفية التحضير أكثر و العمل على إيجاد هذه الموارد في وقتها بالإستعمال الراشد.
_ ما رأيكم في الحلول الناجعة التي تشجع الدولة على الإستثمار في تحلية مياه البحر ؟
تحلية مياه البحر هي وسيلة من الوسائل التي تسمح لتوفير مصدر إضافي للمياه سواء للشرب أي الري أو الإستعمال الصناعي ، لكنها محدودة حتى على الرغم من أننا نملك شريط ساحلي كبير ومطل على البحر ، إلا أن محدودية هذا الأمر يجعل تحلية مياه البحر ليست جد قيمة وثمن المتر مكعب من الماء يرتفع بكثرة إذ اعتمدنا على تحلية مياه البحر.
لذا أقول أن تحلية مياه البحر هي وسيلة من الوسائل التي تستعمل في وقتها ومكانها و إمكانياتها ،ولكن يجب التفكير في طرق أخرى لإتمام حاجيات و احتياجات الماء سواءا للشرب أو الزراعة أو الصناعة بتحسين قدرات جمع المياه و تقليص والتخفيف من ضياع الماء في شبكات شرب الماء لأن نسبة ضياعه معتبرة إذا تم المحافظة عنه سنحقق الإقتصاد ، و على المواطن كذلك حسن إستعمال المياه و عدم تبذيره لأنها أصبحت الثروة الأكثر حاجة لها من أي وقت مضى خاصة جراء ما يحدث الآن من تغيرات مناخية إلى غير ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى