احتضنها قصر رياس البحر..عادات رائعة وأصيلة للإحتفال بالمولد النبوي

احتضنها قصر رياس البحر..عادات رائعة وأصيلة للإحتفال بالمولد النبوي
نظم مركز الثقافة و الفنون في قصر رياس البحر، نشاط ثقافي تربوي، بالاشتراك مع جمعية فن و أصالة، تزامنا مع اقتراب المولد النبوي الشريف، ويندرج ذلك في إطار التعريف بمظاهر الاحتفال بهذا اليوم المميز، وللترويج للثقافة الإسلامية و الجزائرية ذات الطابع الثقافي الفني، وجاء ذلك بحضور وإشراف السيد ” أحمد قريق حسن”باحث في التراث الجزائري، و السيدة نبيلة فخارجي” رئيسة جمعية فن و أصالة.“
شيماء منصور بوناب
افتتح السيد “أحمد فريق. حسن النشاط الثقافي بتقديم محاضرة تاريخية ثقافية تعود للسنوات العطرة بفن الاحتفال بالمولد النبوي، الذي يعود للقرن السابع و الثامن للهجرة ، حيث تطرق في حديثه لأبرز العلامة وكذا الباشوات الذين نظموا القصيدة و أحيوا معالم الاحتفال بمولد أحسن الخلق.
في نفس السياق جاءت المحاضرة للتعريف بفن القصادة الذي اشتهر به عبد الرحمان جيلالي باعتباره من أهم القصادين آنذاك، والذين سعوا و اجتهدوا في تحسين فن القصيدة المادحة لخير الأنام.
ومن بين مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في الجزائر، تسمية كل مولود جديد يولد بالتزامن مع هذا الحدث بإسم “مولود” تميما بهذا الحدث و كذا الاحتفال الديني ، حيث تعد هذه العادة صبغة فريدة تتميز بها الجزائر عن غيرها من البلدان .
إضافة إلى ذلك، تمت الإشادة ببعض العادات التي أصبحت منسية و اختفت اليوم لقلة التعريف بها ، من بينها انطلاق موكب من قصادين و غيرهم باتجاه الجامع الكبير، مرددين بذلك مختلف القصائد و المدائح فرحة بهذا اليوم الطاهر . مع مراعاة حضور ما يسمى”الزرناجيين ” الذين يحيوا مسامع المشاركين في الموكب بالموسيقى “الزرنة”، أثناء وصولهم للمقام أو الوجهة.
كما تنوعت طرق الإطعام لفائدة المساكين طيلة أيام الاحتفال، انطلاقا من اليوم الأول ثم اليوم الثالث و السابع من الاحتفال. حيث يشتهر هذا اليوم بذبح الأضحيات و تقديمها في شكل مأكولات تقليدية حسب كل رقعة من الوطن. يأخذ الاحتفال بالمولد النبوي مشاركة الأطفال ، من خلال الأناشيد الطفولية التي تمدح النبي عليه الصلاة والسلام وتحييه، بعبارات الاعتزاز و الافتخار. في شق آخر تم التطرق لفن المنارة الذي اشتهر في وقت مضى، كونه من أهم مظاهر الاحتفال التي تختص بتزيين بعض الأشكال كمنارة من شموع و بعض الزينة المختلفة، لكن بالرغم من أن هذا الفن قد لا يتم نسبه للجزائر بسبب قلة المراجع، إلا أن بعض الصور القليلة جاءت لعرض مظاهر هذا الاحتفال و الفن في مختلف المناطق في الجزائر كل واحدة و تقاليدها.
وعلى هامش المحاضرة، تم تكريم كل من السيد “محمد لكحل” آخر باش قصاد و السيد “بلعيد”رئيس المجلس الأعلى للغة العربية باعتبارهم قامات قدمو ا ولا يزالون يقدمون للجزائر . في جناح آخر، إحتوى برنامج الاحتفال، على معرض تقليدي للحرف و المأكولات التقليدية التي تشتهر بها الجزائر، كنوع من أنواع الترويج للثقافة الجزائرية . من جهتها أيضا أفادت “رئيسة جمعية فن و أصالة “السيدة نبيلة فخارجي،”أن التظاهرة الثقافية التي احتضنها قصر رياس البحر، جاءت لإحياء معالم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على الطريقة التقليدية القديمة، و للدعوة للمحافظة على عاداتنا و تقاليدنا كفن و ثقافة أصيلة.”
إن الاحتفال بهذا اليوم الشريف، لا يعد بدعة حسب ما يتم تداوله، إنما جاء الاحتفال للفخر بحسن الخلق عليه الصلاة والسلام، و لطلب شفاعته يوم الحساب. من جهة أخرى صرح السيد:قريق حسن”أن مبادرة اليوم تهدف للتعريف بطقوس الاحتفال بالمولد النبوي، على طريقة ما سلف من أجدادنا، من خلال استقصاء العادات و الظواهر القديمة في الفترة الماضية.” وفي ختام فعاليات اليوم الثقافي أطرب القصادون مسامع الحضور بمسك القصيدة النبوية، التي أحيت عطر الاحتفال بمولد النبوي الشريف، كما أعادت عجلة الزمن إلى سنوات الأصالة من أنواع الترويج للثقافة الجزائرية.